شبكة الأنترنت هي عبارة عن شبكة معلوماتية ضخمة، تحتوي على ملايين الأجهزة المختلفة مرتبطة فيما بينها، لكن هل فكّرت يوما كيف لكلّ هذه الأجهزة أن تعمل بهذه السّرعة ؟ الإجابة على هذا السؤال ستكون من خلال درس اليوم و الذي سنتحدث فيه عن جهاز الـ Router و عن آلية الـ Routing و كيف يتم إرسال كلّ تلك البيانات.
ماهو جهاز الـ Router ؟
جهاز الـ Router هو جهاز ربط مثله مثل الـ Switch، الإختلاف بينهما يكمن في مكان عمل كلّ منهما، فكما درسنا عن السويتش فهو دائما متواجد في الشبكة المحليّة، أما الروتر فهو خاص بربط شبكتين محليّتين أو أكثر، معظم الشركات الكبرى التي تملك فروع كثيرة سوف تجد عندها على الأقل جهاز روتر يقوم بربط كافة شبكاتها مشكّلا شبكة واحدة.
ماهو الفرق بين الـ Router و الـ Switch ؟
لكي تعرف من اللمحة الأولى أن هذا الجهاز روتر أو سويتش فهما يختلفان في النقاط التالية:
- السويتش يملك العديد من مخارج الـ RJ45 على الأقل تجده يحتوي على 4 مخارج وصولا إلى 48 مخرجا.
- الروتر من الجهة الأخرى يحتوي على مخارج هو الآخر لكن عددها صغير مقارنة بتلك عند السويتش فنجد أقصى عدد من مخارج RJ 45 هو 4 مخارج ( يمكن إضافة مخارج أخرى عند الحاجة ).
- الروتر يعمل في الطبقة الثالثة من نظام OSI أما السويتش فهو يعمل في الطبقة الثانية (هناك نوع خاص يمكنه العمل في الطبقة الثالثة).
- من حيث السّعر فالروتر يكون أغلى بكثير مقارنة بالسويتش.
- الروتر يحتوي على العديد من الخدمات منها DHCP و VPN و VoIP على عكس السويتش الذي يعمل فقط كهمزة وصل بين الأجهزة.
- السويتش يمكنه العمل مباشرة بمجرّد تشغيله و إيصال الأجهزة به، أما الروتر فيجب إعداده من جميع النواحي حتى يتمكّن من العمل.
ماهي عمليّة الـ Routing ؟
من حيث الترجمة فكلمة Routing تعني التوجيه، أما تقنيّا فهي إرسال المعلومات في اتجاهات مختلفة لكنها تملك وجهة واحدة، ففي الواقع هناك آلاف من أجهزة الروتر مرتبطة فيما بينها مشكّلة شبكة من الطرق حيث إذا كنت مثلا تريد تصفّح موقع معيّن يبعد عنك ب 8 أجهزة روتر فلن ترسل المعلومات في خطّ مستقيم بل أجهزة الروتر ستقوم بتوجيه كلّ جزء من هذه المعلومات في طرق مختلفة و ذلك لضمان سرعة الإرسال فكما تعلم لست وحدك في هذا العالم من يستعمل الأنترنت، وهذا ما يسمىّ بآلية الـ Routing، و الهدف منها هو تمكين أكبر عدد من المستخدمين باستعمال الشبكة بسلاسة و سرعة، فلولا الـ Routing سيكون عليك الانتظار حتى ينتهي أحد المستخدمين من إرسال البيانات لكي يأتي دورك فالـ Routing هو ما يسمح لنا بتصفحّ الأنترنت في نفس الوقت و بسرعة.
أنواع الـ Routing ؟
ينقسم الـ Routing إلى قسمين
- Static Routing : عند استخدام هذا النوع ، سيكون على مدير الشبكة إعداد جهاز الروتر يدويّا، أي أنه سيضيف جميع الشبكات بشكل يدوي، هذا النوع عمليّ فقط في الشبكات الصغيرة التي تملك فقط مجموعة صغيرة من الشبكات المحليّة، لكن تخيّل إن كان لدى شركتك 200 أو 300 شبكة محليّة لتضيفها في الروتر، سيكون عليك عندها بكتابة كلّ عنوان على حدة وهذا قد يؤدي بك للخطأ و سيجعل من أمر التحكّم في الشبكة صعبا جدّا، أيضا سيكون من الصّعب جدّا إضافة روتر جديد فعندها سيتوجّب عليك إعادة كتابة كل تلك الأسطر مجدّدا.
- Dynamic Routing : و يأتي هذا النوع كحلّ للمشكلة التي يطرحها الـ Static Routing، فالـ Dynamic Routing يجعل من أمر الإعدادات سهلا فباستخدام أحد بروتوكولات الـ Routing كبروتوكول RIP يمكنك من خلال كتابة أمر واحد فقط جعل الروتر يعرف كافة الشبكات المتصلة به، و هذا النوع عمليّ في الشبكات الضخمة كشبكة الأنترنت، لأن ذلك سيجعل من عمليّة تطوير الشبكة سهلا، فإضافة روتر جديد سيكون إعداده سهلا فقط بكتابة سطر أوامر واحد سيتمكّن من تعلّم كافة العناوين بشكل تلقائي
هذا كلّ ما نملك لهذا الأسبوع، انطلاقا من الأسبوع القادم سننطلق بإذن الله بالشروع في سلسة خدمات الشبكة.
الدروس السّابقة
الإبتساماتإخفاء