في الدرسين السابقين قمنا بالتحدث قليلا عن الشبكات، ماهي و كيف نربط الأجهزة ببعضها في الشبكة، و ما هي المشاكل التي تم حلّها باستخدام الشبكات، في هذا الدرس إن شاء الله سنقوم بشرح أهم مفهوم خاص بالشبكات، و الذي سنحتاج إليه في فهم باقي الدروس القادمة.
ماهي الـ IP Address ؟
الـ IP Address هي عنوانك الذي يبيّن مكانك الجغرافي في العالم، و الذي ستحتاج إليه في إرسال و استقبال المعلومات عبر الأنترنت، تخيّل أنك بعثت رسالة إلى صديقك، حتى تصله الرسالة يجب أن تكتب عنوانه الصحيح إضافة إلى عنوانك الشخصيّ حتى يعرف من الذي أرسلها له، هذا مايحدث داخل حاسوبك أو هاتفك الآن وأنت تقرأ هذا الدّرس، فهو الآن يقوم بإرسال عنوان الـ IP الخاص بك مصحوبا بـ IP السيرفر الخاص بموقعنا، و السيرفر يرسل لك هذه الصفحة و ليس لأحد غيرك لأن الـ IP الذي طلب الصفحة هو لك.
كيف يفهم الحاسوب و الهاتف الـ IP Address ؟
إن نظرت إلى الـ IP Address ستلاحظ أنها تتكون من أربعة أرقام مفصولة بنقطة مثل 192.168.1.1 ، في الحقيقة هذا فقط تمثيل مبسّط ليسهل على المستخدم القراءة و الاستخدام، العنوان الحقيقي للمثال المذكور هو 11000000101010000000000100000001 و هي 32 Bits في لغة الآلة، الـ Bit هو كل قيمة 0 أو 1، حيث نجد 32 في كل IP Address ، و كل 8 Bit نسميها Byte (بالفرنسية Octet) و نقوم بتقسيم الـ IP Address على 4 Bytes على النحو التالي:
192 هي 11000000
168 هي 10101000
001 هو 00000001
001 هو 00000001
يمكن التحويل من العدد العادي 192 و الذي يسمى بالنظام العشري Decimal إلى النظام الثنائي 11000000 و الذي يسمى Binary بالعديد من الطرق الحسابية أو بالاستعانة ببعض البرامج الصغيرة، و التي سنقوم بشرحها بالتفصيل في دروس لاحقة بإذن الله، كل Bit في الـ IP Address هو عبارة عن تيار كهربائي فـ 0 يعني يوجد تيار ذو توتر من 0v إلى 0.8v ، و الـ 1 يعني يوجد تيار ذو توتر من 2v إلى 5v و هكذا يمكن للآلة التفريق بين مختلف الإشارات و التي ستترجم إلى معلومات يفهمها المستخدم.
الـ Nat و الـ IP Address
إذا قمنا بحساب العدد الأقصى للـ IP Address أي من 0.0.0.0 إلى 255.255.255.255 فسنجد أن عدد العناوين الممكن استعمالها هو 4،294،967،296 ، هذا يعني أن العدد أقل من عدد البشر المقدر ب 7 ملايير، على الرغم من أن الاحصائيات تقول بأن عدد البشر المستعملين للأنترنت هو 3 ملايير، لكن في كل بيت توجد الكثير من الأجهزة ففي وقتنا هذا عدد الأجهزة المتصلة بالأنترنت فاق كلّ التوقعات و عدد عناوين الـ IP لا يكفي أبدا، و هنا جاء دور الـ NAT وهي اختصار لـ Network Address Translation، وهو مشروع يعود إلى سنوات التسعينيات، حيث أدرك المختصون في هذا المجال أن عدد العناوين لا يكفي وقاموا بوضع تقنية الـ NAT والتي تقسّم الـ IP Address إلى نوعين، العناوين الشخصية Private، والعناوين العامة Public، حيث تستعمل العناوين الشخصية داخل الشبكة (LAN) و سيحمل كل جهاز عنوانه الخاص ولكن كلّ الأجهزة داخل الشبكة ستستعمل IP Address واحد إذا أرادت استعمال الأنترنت.
و كما نلاحظ في الصورة فإن كافة الحواسيب تملك عنوان خاص بها و يستعمل فقط في الشبكة المحليّة أما لاستعمال الأنترنت فكافة الحواسيب تستعمل عنوان IP واحد و هو 145.12.131.7، و هذا ما تقوم به خدمة NAT أي تقوم بالتحويل من الـ Private إلى الـ Public و العكس، و هذا كان كافيا لجعل عناوين الأي بي تكفي لكافة أنحاء العالم، لكن هذا لا يعتبر حل نهائي فلا يزال عدد الأجهزة في ازدياد مستمر مما أدى إلى خلق الـ IPv6 وهي الحل النهائي لهذه المشكلة و سنتطرق إليها في دروس لاحقة إن شاء الله.
كان هذا درسنا لهذا اليوم، نتمنى أن يكون قد أفادكم، ولا تنسوا دعمنا بنشر هذا الموضوع مع أصدقائكم.
الدروس السابقة
الإبتساماتإخفاء